كتبت سمر مجاهد
ان قضيتنا اليوم قضية قديمة حديثة قد عان منها الكثير الكبير والصغير الغني والفقير الا ان النصيب الاعظم من المعاناه كان ومازال من نصيب المرأة سواء أكانت تلك المراة (زوجة /اخت /ام) اي كانت الصفة التي هي عليها .فنحن ندرك جميعا ان الميراث حق من الحقوق التي شرعها الله سبحانه وتعالي بين عباده ووضع له الاسس والقواعد التي يجب ان تطبق بين عباده ويسيرون عليها فقد بيَّن الله عز وجل تقسيمَ الميراث في كتابه الكريم بالتفصيل، وذلك في سورة النساء، فقال الله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً}،
وقال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ…فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً. وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ…مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ. تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} وقال تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ…يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فهذا توزيعٌ ربانيٌ للميراث، وقد ثبت في الحديث أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أعطى كل ذي حقٍ حقَّهُ، فلا وصية لوارث» (رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح. وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع). وصح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألحقوا الفرائض بأهلها» (رواه البخاري). وفي رواية لمسلم: «اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله». وإذا أمعنا النظر فيما عقَّبَ اللهُ عز وجل به آياتِ الميراث السابقة، لرأينا التحذير والوعيد من مخالفتها، قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}. يعلم الله سبحانه وتعالي ان الناس سوف يموتون ويتركون الاموال بأنواعها فإذا تُركت دون توزيع وتقسيم سوف يحدث التشاجر والتخاصم بين عباده . فنجد ان المرأة في عصر الجاهلية قد عانت من حرمانها من الميراث فكانت تعامل انها بلا قيمة فكان الميراث يوزع بين زعماء القبائل وكبارها ومن لم يترك خلفه وصية توزع امواله لابنائه الذكور دون النساء وان لم يكن له ابناء ذكور ورثه الاقرب إليه كالاخ والعم والاب اما الزوجات فلم يكن لهم نصيبا من الارث ويبررون ذلك بأن المراة لم تشارك في الحروب والمعارك والدفاع عن القبيلة وجلب الغنائم وان ما قد تورثه من مال سيستولي عليه الرجل الاخر الذي ستتزوجه فيما بعد ولم يقتصر حرمانها علي الميراث فقط بل قد كانت تحرم من حقها في الوصية والمهر وظل الحال علي ذلك حتي جاء الاسلام وغير تلك القوانين البالية وعادات الجاهلية المتوارثة وحرر المرأة من هذا الحصار المجحف بحقها وأقر حقها تفصيلا ولكن برغم ما شرعه الله واصبح الارث نظاما ربانيا وتشرعيا إجتماعيا وأشرك فيه الجميع الاناث والذكور والكبار والصغار والضعفاء والاقوياء الا اننا نجد حتي يومنا هذا من يتبعون نهج الجاهلية ويقومون بحرمان بعض اولادهم والاعجب بمن يقول ان المرأة ليس لها ميراث او من يتلاعبون ويقيمون الحيل ويرضون اهوائهم مخالفين ضمائرهم عاصين مخالفين امر الله متناسين تحذير الله سبحانه وتعالي لهم حيث قال.( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وهذا من اعظم انواع الوعيد الذي توعد الله به لعباده المخالفين لشرعه ويدل علي شناعة اكل اموال اليتامي ومدي عظمة جرمها وقبحها وانها موجبة لدخول النار فإنها احدي اعظم الكبائر التي حرمها الله .فعن ابي هريرة رضى الله عنه ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال:(يبعث الله عز وجل قوما من قبورهم تخرج النار من بطونهم تُأجج افواههم نارا فقيل من هم يارسول الله قال الم تر ان الله تعالي يقول ان اللذين يأكلون اموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً) ولهذا يجب علينا الاعتراف جميعا ان الدين الإسلامي قد رد للمرأة كرامتها واعاد لها حقها في الميراث الذي بقي مسلوبا منها علي مر القرون والحضارات القديمة وقد فصل هذا الحق في القرآن الكريم وتلك من الشواهد التي تدل على ان الاسلام دين يهتم بالمراة ويعلي من شأنها ومكانتها في المجتمع فقد تفوق الدين الاسلامي على جميع الشرائع والقوانين التي وضعها الانسان والتي تحاول الي يومنا هذا تشويه صورته وتوجيه اصابع الاتهام إلي تشريعاته واتهامه بأنه سالب حقوق المراة وحريتها متجاهلين فضل الاسلام عليهم جميعا دون استثناء غير مدركين انه تشريع رباني صادر من حاكم ورب عظيم يعطي فضله لمن يشاء ومما سبق نستطيع ان ندرك جميعا ان أكل ميراث البنات يعد كبيرة من الكبائر لما له من مخالفة لشرع الله وسنة نبيه فيعد الميراث وصية من الله لعباده وأوصي بتقسيمة تقسيما اسلاميا مُلتزما بمنهج القرآن الكريم لهذا يجب علي جميع المسلمين العمل بشرع الله في الميراث ومن انكر هذا الحق فقد خالف ما انزل الله في كتابه وأكد عليه في سنة رسوله واجمع عليه علماء الامة وتشبه بأهل الجاهلية.